قصه كامله
المحتويات
الوسيم الثري وتصبح سيدة مجتمع تنتمي للوسط الراقي بعد أن كانت تنتمي للطبقة الكادحة ابتسمت نيللي لتنطق وهي تقول بتأكيد لصحة نظرتها للأمور
علشان تبقي تصدقيني لما أقول لك أي حاجة بعد كده
تنفست بضيق لتجيبها بملامح وجه مستاءة
والله يا طنط الواحد ما بقى مصدق اللي بيحصل حوالينا من كتر غرابته
إيثار تستاهل كل حاجة حلوة نطقتها لارا بنبرة سعيدة لترمقها سالي باستخفاف وعقلها الباطن يستنكر ما حدث بشدة
ثواني يا حبيبي
ابتلع باقي كلمته وهو يتطلع لتلك الواقفة امامه وابتسامتها البلهاء تملؤ وجهها وهي تبسط ذراعيها بالرداء لتقول
لتسترسل وهي تشير للغرفة المجاورة
إيثار بتقول لك إنها جاهزة
كظم غيظه بداخله وأشار لها بالإنصراف لتزيدها عليه تلك الثرثارة حيث سألته بابتسامة مستفزة
تؤمرنيش بحاجة يا باشا
رمقها بحدة ليهتف من بين أسنانه بغيظ لو خرج لفتك بها
روحي من وشي يا عزة
وقبل أن تجيبه قام بصفع الباب بوجهها لتلوي فاهها وهي تقول باستياء
بالداخلأمسك البيجامة وقام بتعليقها لتجاور الرداء وتحدث بصوت عالي وقلبه يغلي كالبركان
ماشي يا إيثار
هدمت أحلامه وبكل لؤم بعثت له بتلك الثرثارةتحرك للخارج ودق بابها لتخرج عليه بهيأتها المهلكة وبعد أن كان غاضبا تحول لمذهول عاشق بقلب يدق من لوعة العشق والإشتياق تحمحم ليقول بصوت متأثرا بضربات قلبه القوية
رفعت حاجبها باستفسار ليسترسل بما جعلها ټغرق بخجلها
إعملي حسابك إني مش هقدر أتحمل كتير لو استمرينا بالشكل ده
فيه حاجة يا سيادة المستشار نطقت بها عزة التى ظهرت من خلف إيثار لينتفض جسده متطلعا عليها بعيني متسعة
فيه إيه يا ست إنت
وضعت إيثار كف يدها تكظم به ضحكاتها على ذاك الذي كاد أن يصاب بذبحة صدرية على يد تلك الغريبةرمقها بنظرات متوعدة وهو يقول
ثم حول بصره لتلك الحاملة للصغير وهتف بحدة وهو يشير لها بأن تتقدمه
قدامي يا عزةخضتين زي دول وهقطع الخلف نهائي يا ماما
تعالت ضحكات حبيبته رغما عنها ليرمقها بغيظ مصطنع لتتحرك عزة تسبقهم على الدرج وضع ذراعه لتتأبطه في أول خطوة يعلن بها ملكيته أمام الجميع تحركت بجانبه بقلب سعيد وعقل لم يستوعب بعد ما أصبحت عليه فقد سارت بين ليلة وضحاها زوجة فؤاد علام زين الدين الرسمية ما كان حاله يختلف بكثيرا عنهامال عليها ليقول بصوت هامس معاتبا إياها
ضحكت بخفوت ليسترسل بوعيد
ماشيإبقي قابلي اللي هيجرا لك يا مدام فؤاد علاممن سوء حظك إن جوزك مبيسبش تاره يبات
حد قال لك عني إني هبلة قالتها بتهكم لتسترسل بدهاء وهو يتمعن بملامحها منتظرا تفسير جملتها
بقى عاوزني أدخل للأسد عرينه بإرادتي
أجابها بثقة عالية
وغلاوتك عندي لتدخليه قريب وبكامل إرادتك
هزت رأسها مستنكرة غروره ليكملا طريقهما إلى أن وصلا لغرفة الطعام وولجت عزة بالصغير لغرفة خاصة بإطعام أطفال المنزل عن طريق المشرفات على إطعامهم بعيدا عن الطاولة الرئيسية كي لا يحدثوا فوضىولجا للداخل ليلتفت الجميع إليهما لتفاجأ فريال الجالسة بمقعدها وهي تتطلع على تلك الانيقة وكأنها تبدلت لأخرىفهناك فرق شاسع بين فتاة الأمس الذابلة وثيابها الغير مهندمة بالمرة وبين تلك الانيقة بثوبها الكلاسيكي وحجابها الرقيق وحذائها لتظهر بجاذبية وأناقةعلى غير عادته تحدث بنبرة حماسية وملامح وجه
ضاحكة يملؤها الحبور
صباح الخير
تعجب الجميع وردوا تحيته لتلقي هي الاخرى تحية الصباح ليردوها بوجوه بشوشة عدا تلك الجالسة بمقعدها بملامح وجه صارمةفقد ردت بجموداقترب من المقعد الذي خصص لها وبرأس شامخ سحبه للخلف لتجلس هي ليتحرك ويجاورها الجلوس بمنتهى السعادة تحدثت عصمت برقي
نورتي سفرتنا يا إيثار أهلا وسهلا بيك
شعرت بارتياح تجاه تلك الخلوقة لتبتسم بخفوت وهي تشكرها بلباقة
السفرة والبيت كله منور بأهله يا دكتورة
أشار لها علام بابتسامة لتبدأ
كلي يا بنتي
هزت رأسها شاكرة ليتحدث لها فارسها المغوار
أحط لك
مربى
أوك قالتها بهدوء ليبدأ الجميع بتناول طعامهمنظر للصحن المملؤ بأصناف عديدة من الفاكهة ليقترب عليها قائلا بصوت حنون
كريز
إيه رأيكشوفتي رديت لك حركة عزة بسرعة إزايعلشان تبقي تبعتيها لي الجناح مكانك تاني
جحظت عينيها وباتت تتطلع عليه بعدم استيعابيا له من داهي شرس لا يترك تاره يبيتنظر لها وبكل براءة تحدث بصوت وصل للجميع
مبتاكليش ليه يا حبيبيمش بتحبي الكريز
واستطرد مدعيا البراءة تحت ابتلاعها للعابها من شدة الحرج من المحيطين بها وهو يناديها بحبيبيأمامهم بتلك السهولة
طب تاخدي فراولة
نطقت بخفوت وخجل
ميرسي يا فؤادلما احتاج حاجة هاخدها
كانت عصمت تتابعهما بعينيها وقلبها ينتفض فرحا وهي ترى تغير نجلها الواضح ومشاكسته لتلك الجميلةنطقت بعدما رأت خجلها
سيبها تاكل براحتها يا فؤاد
كانت فريال أيضا تتابعهما بترقب شديد وعدم رضاوخصوصا بعدما علمت من والدتها وظيفة تلك الإيثار وتأكدت من أنها طامعة بثروة شقيقها ليس إلاتحدث ماجد كي يغطي على صمت زوجته وعبوس وجهها
مبروك يا مدام إيثار وإن شاءالله ترتاحي معانا هنا في البيت
متشكرة يا افندمميرسي لذوقك كلمات شاكرة قالتها إيثار بهدوء وهي تنظر إليه لتتعجب لعبوس تلك المجاورة لهالتقت أعينهم لتبتسم لها بسماجة قبل أن يصدح رنين هاتف فؤاد لينظر بشاشته ليجده رئيسه فأخذ الهاتف وتحدث باعتذار
تليفون ضروري ولازم أرد
امسك كفها وقام بوضع قبلة احترام فوقه ليتحدث بعجالة
مش هتأخر عليك
أومأت له لينسحب للخارج لتشعر على الفور بالضياع في ابتعادهفقد أصبح يمثل لها الأمان بكل ما تحمله الكلمة من معنىانتبهت على سؤال فريال التي وجهته لها بطريقة حادة خالية من اللباقة
إلا قولي لي يا مدام هو أنت هترجعي لشغل السكرتارية تاني
لتسترسل بذات مغزى
ولا اكتفيتي بهذا القدر بعد جوازك من سيادة المستشار فؤاد علام
واسترسلت وهي تركز وتضغط على لقب عائلتها المرتبط بسوق المال والأعمال
زين الدين
لم يرق لها سؤال تلك اللئيمة لترد بنبرة واثقة ورأس شامخ
أنا عمري ما فكرت أسيب شغلي ولا هفكر الشغل بالنسبة لي مش مجرد وسيلة للحصول على مستوى معيشي أفضل وبس شغلي بالنسبة لي هو كياني وقيمتي بين الناس
واستطردت للتوضيح
على فكرة أنا مش سكرتيرة أنا مديرة مكتب أيمن الأباصيري شخصيا وده مش تقليل مني لوظيفة السكرتيرة لأنها لا تقل أهمية عن وظيفتي
لتستطرد بابتسامة هادئة
بس حبيت أوضح لك
ابتسمت وهي ترفع حاجبها لأعلى بسخرية واستنكار لترمقها والدتها بحدة أما علام
فتحدث باستحسان
برافوا عليك يا إيثارأنا بحب جدا الناس المخلصة لشغلها وبتقدره بعيدا عن الماديات
مالت على أذن زوجها لتقول باستنكار
الاستاذة شكلها حافظة لها شوية إنشا وشكلهم عجبوا الباشا الكبير ودخلوا عليه
همس يحذرها
بطلي تستفزيها بكلامك ده وخلي بالك إنت كده ممكن تخسري أخوك
انتبه الجميع على صوت فؤاد الحماسي وهو يقول لوالده فاتحا كفاه بحبور
قول لي مبروك يا باشا
تطلع إليه علام بتمعن ليتابع الأخر بذات معنى
الخبر اللي مستنية بقي لي سنين
الترقية كلمة نطقتها عصمت بترقب ليهز رأسه بتأكيد لتقفز فريال من فوق مقعدها وتجري مهرولة لترتمي بأحضان شقيقها وهي تهلل متناسية ما حدث بينهما بالامس
مبروك يا حبيبي مبروك يا فؤاد
الله ببارك فيك يا حبيبتي نطقها بسعادة وهو ينظر لتلك التي تتطلع عليه بحبور ملئ وجهها لتقف
دموعك غالية قوي يا حبيبتي
بصوت متقطع متأثرا ببكائها نطقت عصمت بحنو
مفيش أغلى منك ومن مستقبلك علشان تنزل لهم دموعي يا فؤاد الحمدالله الحمدلله يا حبيبي
قبل رأسها ليجذبه علام أيضا لاحتضانه وتقديم التهنأة له ليسأله
مبروك يا سعادة رئيس النيابةعقبال ما تمسك مكاني
هنأه ماجد أيضا ليتحرك إلى أن وقف مواجها لهاحاوط وجنتيها بكفاه تحت ارتعاشة جسدها لينطق بعيني تفيض من العشق والحنين
أكيد مش صدفة إن الترقية اللي مستنيها بقى لي تلات سنين تتمضي بعد ما أمضي قسيمة جوازي منك
أكدت عصمت على حديثه قائلة بسعادة هائلة
عندك حق والله يا فؤادمراتك جاية وجايبة معاها الخير للكل
غاصت ببحر سوداويتاه متناسية الجميع من حولهما لتنطق بنبرة تشع حنانا
مبروك يا فؤاد
بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
الفصل الخامس والعشرون
أنا لها شمسبقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصريا بإسمي روز آمين
مر اليوم الأول عليها بسلام داخل قصر علام زين الدينفقد كانت مقابلة البعض لها أكثر من رائعة كمقابلة علام بذاته وزوجته الراقية فقد توقعت إعتراضهما عما حدث أو حتى عدم تقبلهما لوجودها بينهم ليحدث العكس ويعاملاها بكثيرا من اللين والإحترام ناهيك عن رجلها المغوار فقد عاملها بكثيرا من الدلال والرقي أمام عائلته مما عزز الثقة داخل نفسهاإلا من تلك المتعالية حيث تعاملت معها بطريقة لم ترق لها لكنها تغاضت لأجل فؤاد ووالديهاعند غروب شمس اليوم التالي وبعدما تناولت وجبة الغداء بصحبة العائلة وبجوار فؤاد بعد عودته من العملصعد الجميع لينالوا قسطا من الراحةفأخذت هي صغيرها لينضم إليها بالتخت أما عزة فظلت بصحبة العاملات بالأسفلفاقت عند الغروب لترتدي بنطالا فضفاض من اللون الاسود تعتليه كنزة بنفس اللون حتى الحجاب فهي مازالت بفترة حداد على والدها الحبيب اصطحبت صغيرها وخرجت لتتفقد الحديقةفقد كانت جميلة للحد الذي يخطف الانفاس أشجارا صغيرة متناسقة بشكلها وأوراقها الخضراءوزهورا مشكلة بألوان زاهية متنوعةونجيلة خضراء تفترش أرضية الحديقة بأكملها بتناسقمرت بجانب حوض السباحة الكبير والذي يتوسط الحديقة ليهتف الصغير الممسك بكفها وهو يهزها بنبرة حماسية
ماميأنا عاوز أعوم في البيسين
حثته على المضي قدما وهي تقول له في محاولة منها بإقناعه
مش هينفع يا حبيبي ده مش بيتنا يا چوإن شاءالله يومين بالظبط وهوديك النادي تعوم هناك براحتك
تذمر الصغير ودق الارض بساقيه مع مطه لشفتيه للأمام كطريقة منه للإعتراضوصلا لحوض للزهور يمتاز بألوان خلابة جذبها عن غيره باتت تتطلع عليها بنظرات منبهرة لتضع يدها تتفقد بعضهم وتميل بجسدها لتستنشق عبيرها ذو الرائحة العطرة والفريدة التي لم ټشتم مثلها من قبلتحدثت للصغير كي تخرجه من تذمره وينسجم معها بالحديث
شوفت الورد ريحته جميلة قد إيه يا چو
تطلع للزهور وبدأ يتحسسها ويشتم عبيرها ليندمج معهابالأعلىفاق من قيلولته ليلج لداخل حمامه الملحق بعدما قرر أخذه لحماما دافئا يعيد لجسده النشاط والحيوية خرج يلف جسده بالمنشفة وتحرك صوب خزانة الملابس لينتقي
بنطالا من الچينز تعتليه كنزة بأكمام طويلة صفف شعره بعناية ونثر عطره المميز وتحرك صوب غرفة أميرته التي أنيرت حياته بعد عتمة طالتدق الباب عدة مرات وحينما لم يأته الجواب إضطر للدخول بعدما شمله الإرتياب عليهاقطب جبينه حين وجد الغرفة خالية ومرتبة مما يعني عدم مكوثها بها وايضا تطلع إلى الحمام ليجد إضاءته مغلقه تحرك للأسفل عبر الدرج بخطوات واسعة وما أن لمح مرور إحدى العاملات ليسألها بنبرة جاهد لتخرج رزينة
مدام
متابعة القراءة